حذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، من قيام بعض الأصوات، بما فيها الإعلامية، من تبخيس دور الفاعل السياسي والأحزاب ومؤسسات التمثيلية الديموقراطية (الحكومة، البرلمان، المجالس المنتخبة …)، معتبرا أن “بناء ديموقراطية حقيقية ومنفتحة لا يمكن أن يكون بتحطيم الإعلام للسياسة، ولا تحطيم السياسة للإعلام”.
وأشار بنعبد الله، خلال إلقائه الدرس الافتتاحي لبيت الصحافة بطنجة، مساء يوم الخميس 25 فبراير 2021، حول موضوع “الإعلام والأسئلة المجتمعية الراهنة”، إلى أن “المغرب حقق تطورات كبيرة، لكن هناك نقائص، ويتعين علينا التقدم نحو مزيد من الانفتاح، وإظهار أن هناك إرادة للبناء واكتساب مزيد من الإصلاحات على مستويات متعددة”.
وأوضح بنعبد الله إلى أن “الجائحة أبانت على أنه يتعين علينا أن نسعى لنموذج تنموي تكون فيه الدولة في قلب السياسات، كدولة موجهة ومؤطرة ومقننة ومساندة وفاعلة من أجل بروز قطاع خصوصي حقيقي، وكدولة ساهرة على الدفع بالاقتصاد وتقوية نسيج المقاولات والرفع من القدرة الانتاجية ومن إنتاج الثروات وتوزيعها بشكل عادل”.
واعتبر المحاضر أن طلب 6 ملايين مغربي للدعم خلال فترة الجائحة يعتبر مؤشرا يتعين الوقوف عنده من أجل معالجة النقائص وتقليل التباينيات الاجتماعية والمجالية والتي تعتبر تحديا مطروحا على كافة مكونات المجتمع المغربي.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أن المغرب بفضل تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان رائدا في مواجهة جائحة فيروس كورونا، من خلال سن إجراءات اجتماعية لدعم المواطنين خلال الجائحة، عبر تخصيص إمكانيات استثنائية لتعزيز القدرات الاستشفائية وإحداث الصندوق الخاص لتدبير جائحة فيروس كورونا، مشددا على أنه “يتعين علينا الإشادة بما حققه المغرب في مواجهة الجائحة، خاصة وأننا وصلنا إلى تلقيح حوالي 3 ملايين مواطن مغربي في وقت توجد فيه العديد من البلدان في مؤخرة الكوكبة”.
وكان سعيد كوبريت رئيس بيت الصحافة، قد أعلن في افتتاح هذا اللقاء عن استئناف أنشطة بيت الصحافة مع التقيد بالتدابير الاحترازية المفروضة في حالة الطوارئ الصحية، من أجل مواصلة النقاش المفتوح عبر متابعة الإعلام لقضايا المجتمع برؤى مختلفة تروم تكريس ثقافة الحوار وتعزيز دور الصحافة في تنوير الرأي العام.