نظم بيت الصحافة بطنجة بمعية منشورات دار الفاصلة، مساء الاثنين بطنجة، لقاء حول تجربة الشاعرة المغربية وفاء العمراني.
وأطر هذا اللقاء الشعري، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للشعر واحتفاء بربيع القصيدة المغربية، كل من الناقد نجيب العوفي والأكاديمي محمد العناز، بحضور ثلة من الأدباء والشعراء وشخصيات من عالم الثقافة والفن.
وجاء في تقديم اللقاء أن قصيدة وفاء العمراني شديدة الحساسية وتفكر في مساحات الروح، وهي قصيدة تشبه صاحبتها تماما، في رحلتها مع الرؤيا وفلسفة الإقامة، في فضاءات البوح والعشق والسفر والحبر والحضور والغياب والجسد الصوفي، معتبرا أن وفاء العمراني تقدم تأويلا لفهم الكينونة بوساطة الشعر ولها تجربة شعرية عربية متفردة في تاريخية الشعر المعاصر.
وأبرز الناقد نجيب العوفي، في تصريح لقناة M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أننا نحتفل في هذا اللقاء بأيقونة بهية للشعر المغربي المعاصر، والتي تحدرت إلينا من تخوم ثمانينيات القرن الفارط، مما يعني أن وفاء العمراني شاعرة مخضرمة عابرة للأجيال تأبى إلا أن تواصل إبحارها الشعري في وسط هذه العواصف الهوج التي تهب من كل حدب وصوب.
وحيى الناقد “الصمود الشعري” و”القتالية الشعرية” لوفاء العمراني عبر هذه العقود الزمنية الطوال من العطاء وهي ما تزال حاضرة وتتحف عشاق الشعر بإطلالات شعرية بهية، خاصة وأنها أصبحت في سفر شعري دائم وترحال مستمرين عبر أقطار الوطن العربي.
واعتبر أنه “ما أحوج هذا الزمن الموحش الذي يرخي بسدوله على عالمنا المعاصر الراهن حيث عادت فيها رحى الحرب إلى استكمال شراستها وعاد الإنسان ليكون ذئبا للإنسان، وفق تعبير توماس هوبز، وفي هذه الظرفية الحرجة والعصيبة إلى حضور الشعر”.
من جانبه، اعتبر رئيس بيت الصحافة بطنجة، سعيد كوبريت، أن وفاء العمراني “اسم كبير في حقول الشعر المغربي، إذ ليس من تمة من قصيدة تعبر عن مرجعية مغربية أصيلة ورائدة، ولكنها تحلق في سماوات الاستعارات والمجازات وتنصت كليا لكونية وإنسانية البوح الشعري”، مبرزا أنها “وفدت من بيروت باعتبارها شاعرة ودبلوماسية لتحل ببيت الصحافة لكي ننصت جميعا لمكنونها الوجداني والوجودي ولتقول لنا أن القصيدة هي الحب الصوفي والتجلي الكوني في راهنية عالمية مصابة بنوبة صداع سياسي”.
من جهتها، أعربت الشاعرة المحتفى بها عن سعادتها بهذه اللقاء الشعري الربيعي الذي يصادف عيد الأم، وهي التي فقدتها قبل أسابيع فقط، ومع عيد الشعر وعيد الربيع، مثمنة التفاتة بيت الصحافة للاحتفاء بحضور أصدقاء أتوا من زمن بعيد ومن مدن بعيدة تجمعهم المحبة الكبيرة والثقة والوفاء والانتماء لعائلة فكرية وأدبية متآزرة.
وأضافت “هي فرصة للقراءة من ديوانين لم يكتب لهما التوقيع في بلدي، المغرب، من ديوان “تمطر غيابا”، الذي صادف صدوره وأنا في مهمة دبلوماسية خارج المغرب، وديوان ثان بعنوان “ابن البلد”، والذي صدر عشية الجائحة ولم يكتب له التوقيع إلا اليوم بطنجة”، مضيفة بكثير من التأثر أن هذه اللحظة “تتجاذبها مشاعر متناقضة”.
وراكمت وفاء العمراني في مسيرها العديد من الأعمال الشعرية، حيث صدرت لها دواوين “الأنخاب” (1991)، و”أنين الأعالي” (1992)، و”فتنة الأقاصي” (1997)، و”هيأت لك” (2002)، و”حين لا بيت” (2007)، و”تمطر غيابا” (2011)، و”ابن البلد.. العاشق معشوقا” (2019).
منقول